يقع مسجد الإمام العز بن عبد السلام سلطان العالماء في منطقة الوعر الجديدة في الجزيرة الرابعة ضمن تجمع سكني لمجموعة من الأبراج , وهو بمساحة /1200/ متر مربع تقريبا ويتألف من طابق تحت أرضي يضم حرم النساء مع ملحقاته وصالة للعزاء والفعاليات الثقافية الإسلامية مع ملحقاتها وهي بمساحة /400/ متر مربع والطابق الأرضي حرم للرجال مع ملحقاته وسقفه قبة واحدة ترتكز على الأعمدة المحيطة للمسجد وأيضا للمسجد سدة وملحقاتها .
سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام
هو العز بن عبد السلام السلمي ويكنى بأبي محمد , ولد بدمشق سنة /577/ هجرية الموافق /1181/ ميلادية , وتوفي سنة /660/ هجرية الموافق /1262/ ميلادية في مصر , لقب بعز الدين , وعرف بين الناس بالعز بن عبد السلام , كما لقب بسلطان العلماء وبائع الأمراء . عاش العز بن عبد السلام في عصر يشبه عصرنا هذا من حيث جمع المتناقضات من صلاح وفساد , ووحدة وتمزق وعلم وجهل وتكالب على السلطة وتناحر عليها مع بطولات نادرة وانتصارات خارقوة وقيادات حكيمة , فقد عايش دولة بني أيوب التي أنسأها صلاح الدين , وكانت دولة قوية , ولكن في آخر عصرها تنافس أمراؤها على الملك , وأصبح بعضهم يقاتل بعضا حتى لجأ بعضهم إلى التحالف مع الصليبين من أجل أن يفرغ لقتال إخوانه , وبني عمه . عاش العز بن عبد السلام في دمشق في كنف أسرة فقيرة مغمورة , وابتدأ العلم في سن متأخرة , وكانت دمشق في ذلك العصر حاضنة العلم من الأقطار كافة فتوجه إلى طلب العلم بجد وساعده على ذلك ذكاؤه الخارق , قصد العز العلماء , وجلس في حلقاتهم ينهل علومهم , ويكب الدراسة والفهم والإستيعاب فاجتاز العلوم بمدة يسيرة وأقبل على العلم حتى صار أعلم أهل زمانه , ومن أعبد خلق الله , فقد اختار العز فطاحل العلماء العاملين فأخذ علمهم وتأثر بهم وبأخلاقهم الفاضلة , وسلوكهم الرفيع في الحياة , فجمع بين العلم والأخلاق والسلوك والعمل , وجمع العز في تحصيله بين العلوم الشرعية والعلوم العربية , فدرس التفسير وعلوم القرآن , والفقه وأصوله والحديث وعلومه , واللغة والتصوف , والنحو والبلاغة وعلم الخلاف , وكان أكثر تحصيله للعلم في دمشق ولكنه ارتحل أيضا إلى بغداد للإزدياد من العلم وأقام بها أشهرا يأخذ يأخذ العلوم والمعارف ثم عاد دمشق . تولى العز رحمه الله الإفتاء والتدريس والخطابة والقضاء وأتبعه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ترك الشيخ تراثا علميا ضخما في علوم التفسير والحديث والسيرة والعقيدة والفقه وأصول الفقه والزهد والتصوف وتلاميذ جهابذة وحارب البدعة وأحيا السنة . عرف العز رحمه الله بورعه وزهده وتواضعه وجوده وانفاقه وأعظم ما تميزبه جرأته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وشارك العز رحمه الله بالجهاد بلسانه وحجته وشارك في قتال الصليبين التتار بنفسه فكان يثبت الناس , ويرفع معنوياتهم ويلهب حماسهم .
|
|